الاثار الجانبية للادوية

لا يوجد اي جهاز او عضو من اعضاء الجسم محمي من الاثار الجانبية وتاثير الادوية. ومع ذلك، فان الجلد، الكبد، الجهاز الهضمي، الجهاز العصبي والدورة الدموية هي الاكثر تعرضا للاثار الجانبية التي يتم تشخيصها.

الجلد - ربما بالاساس بسبب كونه عضوا سطحيا جدا (وبالتالي فان حساسيته للتغيرات في الجلد تكون اكثر بكثير - الغالبية منها ترى بالعين المجردة على النقيض من التغييرات في وظائف الاعضاء الداخلية، والتي عادة ما تتطلب الفحص الاكثر عمقا). الاثار الجانبية في الجلد هي خفيفة جدا، بالاساس انواع مختلفة من الطفح الجلدي.

الشائع منها هو الطفح الجلدي الموربيليفورمي, وهو طفح جلدي واسع الانتشار, املس، مسطح وبارز، مثل معظم الاعراض الجلدية للعلاج الدوائي فانه لا يتطلب علاج خاص، وحتى انه لا يشكل دائما سببا لوقف اخذ الدواء.

اثر جانبي اخر شائع هي حساسية الجلد للاشعة. الاعراض مشابهه في الواقع لحروق الشمس. هذه الظاهرة تسببها عادة الاجزاء الغير مرئية من اشعة الشمس (وخاصة الاشعة فوق البنفسجية)، لذلك يمكن بالطبع ان تحدث ايضا في الطقس الغائم (الغيوم يخترقها هذا النوع من الاشعاع).

هنا ايضا، في معظم الحالات يكون الحل هو بتجنب التعرض لاشعة الشمس (ارتداء ملابس مناسبة او الكريم الواقي من الشمس عادة لا يكفي في مثل هذه الحالات)، وليس وقف العلاج.

ومع ذلك، في حالات اكثر ندرة فان الاثار الجانبية التي تؤثر على الجلد يمكن ان تكون مهددة للحياة. عندما يكون هناك ضرر في كل طبقات الجلد, وحروق على نطاق واسع.

الجهاز الهضمي - الجهاز الثاني من حيث نسبة حدوث الضرر جراء تاثير الادوية. الاثار الجانبية هنا يمكن ان تؤثر على كل جزء في الجهاز الهضمي: المريء (الحرقة، صعوبة البلع)، المعدة (الغثيان والقيء), الكبد (تغييرات في الاختبارات المعملية، اليرقان)، الامعاء الدقيقة والغليظة (الام البطن، الاسهال).
الجهاز العصبي - الاثار الجانبية تشمل الدوار، الصداع، التغيرات في الشهية وعادات النوم - جميعها اثار جانبية شائعة، رغم انها ليست خطيرة جدا عادة، لمعظم الادوية.
تغييرات اخرى - الاكتئاب وغيرها من التغيرات المزاجية، التعب، وحتى الاضطرابات المعرفية - كلها يمكن ان تظهر كاثار جانبية لتاثير الادوية.
التغييرات في الوزن - هذا هو احد الاثار الجانبية الشائعة للعديد من الادوية, بدءا من الادوية ذات التاثير النفسي وانتهاء بالبدائل الهرمونية (مثل حبوب منع الحمل). هنا من المهم جدا ان نفهم اولا ما سبب التغير في الوزن, بحيث يكون العلاج وفقا لذلك:

هل هذا تغيير في توازن السوائل في الجسم (شائع في الادوية المدرة للبول، الادوية الهرمونية مثل حبوب منع الحمل، الخ)؟ ام ان هذا بسبب زيادة نسبة الدهون والكتلة الجافة بسبب التغيرات في الشهية؟ هل التغييرات في الشهية هي نتيجة تاثير الادوية والاثار الجانبية المباشرة للدواء (مثل ادوية السكري)، او نتيجة لخلل اخر، على سبيل المثال اضطراب في المزاج, والذي قد يكون ايضا جزءا من الاثار الجانبية؟

كيفية التعامل مع الاثارالجانبية وتاثير الادوية؟

الخطوة الاكثر اهمية هي التوجه الى الطبيب، توثيق العلاج الدوائي (المقرر والحاد)، وخاصة التغييرات فيه.

لا يكون العلاج دائما بوقف الدواء، وفي كل الحالات لا ينبغي وقف الدواء دون استشارة الطبيب - الاثار الجانبية يمكن ان تزداد سوءا عند وقف تناول الادوية، وللتوقف الحاد بالعلاج الدوائي يمكن ان يكون الكثير من التداعيات الخطرة الاخرى.

يبدا الطبيب بمحاولة تشخيص السبب: اذا بدات الاعراض بعد وقت قصير من التغييرات في العلاج الدوائي فان المهمة تكون سهلة. ومع ذلك، فان المرضى غالبا ما ياخذون العديد من الادوية، والاثار الجانبية يمكن ان تحدث بعد عدة اشهر، وفي حالات نادرة حتى سنوات، بعد البدء في اخذ الدواء.

في هذه الحالات هناك عدد من الاختبارات الاضافية التي يمكن ان تساعد في تحديد مصدر المشكلة. اختبارات الحساسية (مثل اختبار حساسية الجلد)، اختبارات الدم العامة واحيانا التصوير ايضا (المنظار على سبيل المثال) – جميعها تجرى وفقا لتقدير الطبيب.

عادة ايضا دون التشخيص الاكيد, من المقبول تبديل الدواء الجديد و / او تعديل الجرعة.

متى ينبغي التوجه الى غرفة الطوارئ فورا؟

في كل الحالات التي تشكون فيها من ظهور الاثار الجانبية بسبب الادوية، من المهم التوجه الى الطبيب. لكن، الاعراض التالية تشير الى تطور تفاعلات خطيرة، وتستلزم التوجه الفوري لتلقي العلاج الطبي:

  • ظهور "الصفير" او صعوبة شديدة في التنفس.


  • الالم في الصدر، الذبحة الصدرية.


  • التورم في الوجه، وخصوصا في منطقة اللسان, الفم والحلق.


  • التشنجات و/او التغييرات في حالة الوعي.


  • الدوخة الشديدة و/او الاغماء.

0 التعليقات :

إرسال تعليق