سبع خرافات لزيادة الوزن
1- خرافة التضور جوعا : طعام أقل + رياضة أكثر = فقدان الوزن.

كثيرا ما نسمع عبارة مثل : " لا أتناول كمية كبيرة من الطعام ومع ذلك لا يمكنني أن أنقص وزني " فما السبب يا ترى ؟
المشكلة هي أن الحد من السعرات الحرارية غالبا ما يرتد أثره بالسلب عليك .
فكر فقط فيما يحدث عندما تفوت وجبة الإفطار وتعمل حتى موعد الغداء ، ثم تعود إلى منزلك في نهاية المطاف ، فتلتهم كل ما تقع عليه عيناك ، وبعدها تشعر بالتخمة وبالتوعك وبالذنب فتندم على دخولك المطبخ من الأساس ! إن جسمك يعتقد أنه في حالة جوع قد يؤدي إلى موته فيبدأ في إجراء عمليات كيميائية بداخلك ترغمك على أن تأكل أكثر . وهذا باختصار ، أسلوب عمل " متلازمة التضور جوعا " . إذن عليك أن تتناول طعاما به سعرات تفوق معدل أيضك أثناء الراحة ( السكون ) وإلا ظن جسمك أنك تتضور جوعا . وما يزيد الأمور سوءا أنه عندما تفقد بعضا من وزنك فإن حوالي نصف ما تفقده فقط يكون من الشحوم ، أما الباقي فهو شيء ثمين ، فهو النسيج العضلي النشط في مجال الأيض ! وعند استعادة الوزن من جديد فإن معظمه يكون من الدهون . وتذكر أن الخلايا العضلية تحرق من السعرات ما مقداره سبعون ضعفا قدر ما تحرقه الخلايا الدهنية .
2- خرافة السعرات الحرارية : جميع السعرات الحرارية متماثلة :

السعر الحراري هو وحدة طاقة ، ونحن نحصل على السعرات الحرارية من الطعام الذي نأكله ، وذلك للمحافظة على عمل الوظائف الأساسية لأجسامنا ، كما أننا بحاجة لسعرات إضافية للقيام بأعمال أخرى . إن مفهوم أن "السعر الحراري واحد لا يتغير" هو أساس معظم استراتيجيات إنقاص الوزن التقليدية ، وطبقا لهذا المبدأ فإن السمنة هي نتاج خلل في التوازن بين ما تحصل عليه من طاقة وبين ما تنفقه منها . على سبيل المثال 100 سعرة حرارية من الحليب تختلف عن 100 سعرة حرارية من المشروبات الغازية ، قد تعطي نفس الكمية من الطاقة ، لكن يكمن الاختلاف في تأثيرها على الجسم . فالجانب المهم في السعرات الحرارية هو أن كمية السعرات ليست بنفس أهمية نوع السعرات التي نتناولها . برغم أنها تنطلق منها نفس كمية الطاقة لكن لها تأثير على سرعة معدل الأيض ، فالطعام يختلف أسلوب أيضه باختلاف أنواعه . بالإضافة لذلك ، فإن نوع السعرات التي تستهلكها لها تأثير مزدوج على أسلوب تمثيلك الغذائي فهي تقوم بوظيفة كل من مصدر للطاقة ومصدر للتعليمات التي توجه لجيناتك . والجينات تتحكم في تدفق التعليمات اليومية التي تنظم كل نواحي كيميائك الحيوية ووظائف أعضائك ، تتحكم في إنتاج الهرمونات ، وضغط الدم والكولسترول ، والحالة المزاجية وعمليات الشيخوخة ، بالإضافة للتحكم في أيضك ووزنك. ولكي نحصل على أفضل نوع من السعرات الحرارية علينا تناول الأطعمة الكاملة غير المعالجة ، وهي الأطعمة التي تكون أقرب ما يمكن من حالتها الطبيعية ، ثمرة فاكهة كاملة ، حبوب كاملة ، حبة لوز كاملة أو أي مكسرات
. 3- خرافة الدهون : تناول الدهون يجعلك بدينا .

لقد تعرضنا لغسيل مخ حتى نؤمن أن تناول الدهون يصيبنا بالسمنة .وتتكرر الرسائل : تناول الدهون وسيزداد وزنك ، وتجنبها وسينقص وزنك ! ولكن القصة لا يزال بها جوانب أكثر من مجرد سعرات . فقد أوضحت إحدى دراسات جامعة هارفارد أن المستويات المرتفعة من الدهون الغذائية لا تسبب زيادة الوزن ، وأي نقص في الوزن ناجم عن نظام غذائي قليل الدهون عادة ما يكون متواضعا ومؤقتا . وفي المقابل ، فإن النظام الغذائي قليل الكربوهيدرات يؤدي إلى فقدان وزن بمعدل يفوق ما حققه النظام الغذائي قليل الدهون . هناك طريقة واحدة للتغلب على كل ما يقال عن الدهون : أنك بحاجة لتكوين مفهوم أفضل عن وظيفة الدهون وكيف تؤثر في أيضك وأن تتذكر أن الدهون ليست كلها متماثلة. إن الدهون النافعة توصل رسائل تؤدي للصحة وإنقاص الوزن عن طريق حرق الدهون بصورة أسرع ، أما الدهون الضارة فإنها توصل رسائل غير صحية تسهم في زيادة الوزن. على سبيل المثال : الدهن الموجود في زيت السمك ينشط عملية حرق الدهون .

إن الدهون البغيضة تقوم ببساطة بتشغيل أحد الجينات في حمضك النووي (DNA ) فيقوم بإبطاء معدل إيضك مما يجعلك تزداد وزنا . وهكذا تكون المسألة ليست بتناول نظام غذائي قليل الدهون أو آخر عالي الدهون ، المسألة هي نوع ما تأكله من دهون .
4- خرافة الكربوهيدرات : تناول القليل من الكربوهيدرات يجعلك نحيفا .

توجد الكربوهيدرات في 70-80% من السعرات الحرارية التي نستهلكها ، وهي مفيدة بقدر ما تحتويه من عناصر غذائية نباتية ، وهذا هو الأساس في تناولها ، حيث تحظر بعض الأنظمة الغذائية تناول الكربوهيدرات على الإطلاق ، والصحيح أن نتوقف عن الكربوهيدرات ذات السعرات الحرارية الخالية ، التي تمد بالسكر والطاقة فقط مثل المعكرونة والخبز الأبيض ! إذن ما هي الكربوهيدرات التي ينبغي أن أتناولها ؟ باختصار هي الكربوهيدرات من أطعمة نباتية كاملة غير معالجة ، حيث تحتوي على كثير من المواد الكيميائية والفيتامينات والمعادن المقاومة للسمنة ، والتي ستزيد من معدل الأيض . كما تحتوي على الكثير من الألياف التي ستقلل من امتصاص السكر في مجرى الدم.
5- خرافة مصارع السومو : تفويت بعض الوجبات يساعدك على فقد الوزن .

يستيقظ مصارعو السومو مبكرا وعادة ما يكون ذلك في حوالي الساعة الخامسة صباحا ، ويغفلون الإفطار ويقبلون على جلسة تدريب شاقة تستغرق خمس ساعات ، ثم يتناولون وجبتهم الرئيسية في اليوم وبعدها ينامون ثم يستيقظون ويستعدون لتناول العشاء والنوم مرة أخرى ، وفي اليوم التالي يعيدون الكرة نفسها .. وهم يلتزمون بذلك يوميا وسنوات ..
يؤدي هذا النظام من التدريب والأكل والنوم إلى اكتساب وزن ضخم ولاسيما عند اتباعه لفترات طويلة. لتحقيق صحة أفضل وفقد للوزن علينا أن نحرص على تناول الإفطار وتوزيع تناولنا للطعام على مدار اليوم ، وألا نأكل قبل النوم بساعتين.
6- خرافة المفارقة الفرنسية : الفرنسيون نحفاء لأنهم يشربون النبيذ ويأكلون الزبد .

تنتشر هذه الخرافة وينسى البعض حقيقة الحياة الفرنسية التي أدت إلى حصولهم على الرشاقة ، ولكن قبل ذكرها يجدر التنبيه على أن هذه الخرافة كانت تخص الفرنسيين في الماضي ، أما الآن فليس لديهم ما يوقف وباء السمنة. القصة الحقيقية وراء رشاقة الفرنسيين تكمل في تناولهم طعام حقيقي صحي مفيد ، وبقدر أقل حيث نلاحظ أن وجباتهم أصغر من الوجبات الأمريكية ، ويتناولون الطعام بصورة أبطأ من الأمريكيين الذين تستولي عليهم الوجبات السريعة والأكل السريع أيضا !! كما أن الفرنسيين يمارسون المشي كجزء من نظام حياتهم .

7- خرافة الحامي : السياسات الغذائية الحكومية وقوانين صناعة الأغذية تحمي صحتنا .
تعد وزارة الزراعة الأمريكية والتي تمثل مجال الصناعات الزراعية – إحدى أكبر الصناعات الغذائية في الدولة – مسئولة عن السياسة الغذائية . إن لجنة وزارة الزراعة هي المسئولة عن وضع التوصيات الغذائية ، يمثلها الكثير من الخبراء الذين يعملون في صناعة الأغذية ، وبالتالي فهي ليست هيئة علمية موضوعية ، ويجب أن تكون وزارة الصحة والخدمات الإنسانية هي الوصية على صحتنا ، النظام الحالي يشبه جعل شركات الأدوية مسئولة عن إدارة الغذاء والصحة!! ومن المؤسف أن أكبر شركات الأغذية في العالم هي أيضا شركات تبغ..!

باختصار شديد .. لتجنب ضرر الأطعمة السيئة ، اقرأ الملصق على الطعام وتجنب أي طعام يحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز والدهون المهدرجة ، حيث تعد هاتان المادتان مسئولتان عن مخاطر جميع الأطعمة السريعة والمعالجة .
تتمثل مخاطر هاتين المادتين في عدة أمور ، منها :

أنها لا تصاب بالزنخ أبدا ، ويمكن أن تظل على أرفف المتاجر لشهور ، بل لسنين ، وهو ما يحقق أرباحا عظيمة لصانعيها وتدمر الصحة بشدة. كما أنها تدخل سريعا إلى مجرى الدم وتحدث تغيرات هرمونية وكيميائية تجعلك تشعر بأنك أكثر جوعا. الأسوأ من ذلك أنها تعيق عملية الأيض وتقلل من حرق الدهون وتزيد الكولسترول ، وتؤدي إلى اضطراب في توزان سكر الدم. وهذا لا يؤدي للسمنة فقط بل لكل المشاكل الصحية الخطيرة.بالإضافة لكل ما سبق فهي تسبب الاكتئاب والتوتر وخلل الهرمونات.

من كتاب د. مارك هيمان

0 التعليقات :

إرسال تعليق