"الغيرة" معان جميلة عندما تنعم بها الحياة بين الزوجين، حيث تحمل وداً وحباً من الذى يغير نحو من يغار عليه، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين يفهمون هذا السلوك خطأ ويطبقونه بما يفسد حلاوته، حيث يؤكد مجدى ناصر خبير الاستشارات التربوية والأسرية على أنه لا يجرؤ إنسان على إلغاء حق الزوجين فى الغيرة على بعضهما البعض، بل فقط يجب أن يكون كل شىء فى معدله الطبيعى، وأن يتنبه الواحد منهما عندما يشعر بأن غيرته على الآخر أصبحت تطغى على تفكيره لدرجة أنه قد لا يثق به أو يشك فيه، فعليه أن يمسك جماح هذا الشعور الوهمى كى لا يذهب بزواجهما أدراج الرياح.
فالغيرة هنا، أصبحت مرضية، ومست بحصن الثقة المنيع، الذى من المفروض ألا تهزه ريح، لأن الثقة هى التى تجعل العلاقة الزوجية ثابتة مستقرة وتستقر معها الأسرة كلها، فالمعادلة أصبحت: غيرة لا عقلانية تعنى عدم ثقة.
والمؤسف أن عدم ثقة أحد الزوجين فى الآخر، يعنى عدم ثقته فى نفسه أولاً، لأن الذى يثق فى نفسه، فإنه بالتالى يثق فى شريك حياته.
فالمطلوب أن يعرف الزوج (أو الزوجة) نفسه أولاً ويعرف إمكانياته ومدى تأثير شخصيته على شريك حياته، ومنه يقيم العلاقة ويضع حدوداً للثقة، وبالتالى حدوداً للغيرة، وكثير من الأشياء إن زادت عن حدها تحولت إلى ضدها، وكثرة الضغط تولد الانفجار، كذا هى الغيرة التى تتجاوز حدود المطلوب، للإنسان قدرة على تحملها، إن كانت فوق العادة، فإن شعر الزوجان بلذة الغيرة المحمودة، فهذا توثيق للحب، تأكيد عليه، أما إن أحسا بأن فى الموضع عدم ثقة، أو شك، فقد يحدث ما لا تحمد عقباه، وهو تدمير للعلاقة كلها.
إذن فالحل يكمن فى أن تكون الغيرة بين الزوجين عقلانية ذات حدود لا أن تصبح رباطاً يخنق به كلاهما الآخر.
0 التعليقات :
إرسال تعليق