الدواء و الغذاء

معظم الادوية، وبالطبع الادوية الشعبية المنتشرة، تعطى عن طريق الجهاز الهضمي. لذلك فان العلاقة الاكثر اهمية لفعالية الدواء هي العلاقة بين الادوية الشائعة، والنشاط البشري الاكثر شيوعا - تناول الغذاء. بكلمات اخرى العلاقة بين الدواء والغذاء.

المضادات الحيوية -

"حبتين بعد وجبات الطعام" ربما تكون التعليمات الاكثر شيوعا في حالة المضادات الحيوية، ولكن في انواع معينة من المضادات الحيوية فان العكس يكون هو الصحيح. من المقبول ربط العلاج بالمضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الفم بتناول الوجبات لعدة اسباب:

1. بما ان وجبات الطعام هي عادة حدث يومي ياتي بفوارق زمنية ثابتة، فان ربط الدواء بتناول الوجبة يقلل من خطر نسيان اخذ الحبة في الوقت المناسب. في حالة المضادات الحيوية، فان الحفاظ على اخذ كل الجرعات كاملة وفي الوقت المناسب، مهم بشكل خاص: عدم المحافظة على اخذ الدواء يزيد من خطر تطور سلالات مقاومة من البكتيريا في جسمكم.

2. الراي السائد في الاوساط العلمية (والذي لم يثبت تماما من الناحية العلمية) هو ان اخذ الدواء مع الوجبة يقلل من بعض الاثار الجانبية. هذا يتعلق بشكل خاص بالاثار الجانبية المرتبطة بالجهاز الهضمي (الاثار الجانبية التي تميز كل انواع المضادات الحيوية).

مع ذلك، فهناك مجموعة من المضادات الحيوية التي يمكن استثناءها من هذه القاعدة. تلك هي الادوية من نوع رباعية الحلقات، والتي تشمل الدوكسيسايكلين، تترا– تسكلين، المونوتسكلين وغيرها. هذه الادوية ينبغي ان تؤخذ بفاصل زمني لا يقل عن ساعتين من الوجبة. ولهذه التعليمات عدة اسباب.

اولا، هذه الادوية تعالج العضلة العاصرة العلوية في المعدة، والتي وظيفتها منع محتويات المعدة من الصعود الى المريء. بما ان محتويات المعدة حمضية جدا، فان صعودها الى المريء يضر ببطانة المريء الحساسة نسبيا (والذي يظهر في بعض الاحيان كشعور بالحرقة). لذلك فمن المهم الحفاظ على الفصل بين تناول الطعام وتناول الادوية رباعية الحلقات حتى ولو لم تعانوا ابدا من الحرقة.

بالمناسبة، لهذا السبب بالضبط يوصى بالاكثار من شرب الماء وتجنب الاضطجاع بعد اخذ الادوية رباعية الحلقات.

ثانيا، الادوية رباعية الحلقات يتم امتصاصها بشكل اقل عند وجود ايونات معينة، بما في ذلك الكالسيوم، الحديد، المغنيسيوم وغيرها. بما ان هذه الايونات موجودة تقريبا في كل نوع من الوجبات، فيفضل بالفعل الفصل قدر الامكان بينهما.

الحديد -

من اكثر الامثلة التي تجسد علاقة الدواء والغذاء هي نقص الحديد.السبب الاكثر شيوعا لفقر الدم هو نقص الحديد. ونتيجة لذلك فان العديد من المرضى، خاصة النساء في سن الانجاب، يوصين باخذ مكملات الحديد بشكل منتظم.

اعطاء الحديد عن طريق الجهاز الهضمي يعتبر اكثر امانا من الوريد. ولكن، على العكس من اخذه عن طريق الوريد، حيث يمتص كل الحديد في مجرى الدم، فان امتصاص الحديد الذي ياخذ عن طريق الفم يتاثر الى حد كبير من وجود مواد غذائية اساسية اخرى في نفس الوجبة. هكذا على سبيل المثال، فان البيئة الحمضية تساعد في امتصاص الحديد. الحمض الموجود في الحمضيات، بعض انواع التوت البري، ملح الليمون، الخل وحتى فيتامين C يساعد على امتصاص الحديد. ومع ذلك، ليست كل الاحماض تساعد على امتصاص الحديد. حمض بتي Petey acid، الموجود في الصويا على سبيل المثال، يعرقل امتصاص الحديد. وبشكل عام يفضل فصل تناول الصويا عن الحديد، لانه وفقا لدراسات مختلفة فان تاثيرها في عرقلة امتصاص الحديد كبير للغاية.

كذلك، فان الاطعمة الاساسية تعرقل امتصاص الحديد عن طريق الفم. وتشمل هذه المنتجات الالبان على انواعها، المنتجات التي تحتوي على الصودا وغير ذلك. ايضا، الادوية التي تقلل من حموضة المعدة (مثل اللوسك وامثاله، مضادات الهيستامين، وغيرها) تؤثر سلبيا على امتصاص الحديد من الغذاء.

المكونات الاخرى الموجودة في الخضراوات والشاي، مثل البوليفينولات، تعرقل بشكل كبير امتصاص الحديد. اخذ مكملات الحديد مع شرب الشاي مع الحليب مثلا تضر كثيرا بالقدرة على امتصاص هذا المكمل الغذائي. اذا كنتم تاخذون هذا المكمل الغذائي مع الوجبة، حاولوا ان تكون الوجبة حامضية نسبيا (سلطة مع الليمون على سبيل المثال) وبفترة زمنية بعيده بقدر الامكان من اخذ الادوية التي تؤثر على حموضة المعدة.

0 التعليقات :

إرسال تعليق