هزة الجماع

ممارسة الجنس وهزة الجماع

تعتبر هزة الجماع متنفسا للتوتر الجنسي الذي يتراكم اثناء ممارسة الجنس، والذي يتمثل في انقباض وتقلص العضلات لا اراديا وبشكل متتابع في منطقة الحوض، مما يجعل الذكر والانثى يشعران بالنشوة والاستمتاع. تختلف هزة الجماع لدى الذكور عنها لدى الاناث، فكل منهما يشعر بها بطرق مختلفة. تؤثر العديد من العوامل البيوكيميائية والفيزيولوجية على هذا الاختلاف بين الرجال والنساء، والذي ينعكس في الفترة الزمنية التي يستغرقها الوصول الى هذه المرحلة وفي درجة قوتها.

مراحل الوصول الى هزة الجماع

تناولت العديد من الدراسات، منذ عشرات السنين، المراحل التي تؤدي الى الوصول الى هزة الجماع. في البداية، كان الاعتقاد السائد ان هذه العملية تبدا عندما يتدفق الدم الى منطقة الاعضاء التناسلية، وبالتالي فان ذلك يؤدي الى الشعور بالاثارة الجنسية، وبعد مرور فترة زمنية معينة يؤدي ذلك الى الوصول الى هزة الجماع، والتي بدورها تؤدي لنوع من الراحة، نظرا لان كمية الدم التي تتدفق الى منطقة الاعضاء التناسلية تقل.

اما اليوم، فيعتقد بان هذه العملية دائرية، وليست خطية، وتكون هزة الجماع ختامها. وقد زعمت احدى الفرضيات في سنوات الثمانينات بان الشهوة تحفز الاثارة الجنسية وهزة الجماع. ولا تشكل هزة الجماع، وفقا للفرضية الحديثة، اوج العلاقة الجنسية، انما نقطة اخرى في هذه الدائرة، ويمكن الشعور باللذة والنشوة الجنسية في كل مرحلة ومرحلة. تقلل هذه الفرضية من اهمية هزة الجماع كهدف نهائي للنشاط الجنسي.

هزة الجماع والهرمونات

بعد الوصول الى هزة الجماع، تاتي مرحلة عدم الاستثارة (المقاومة)، وهي تتسم بانعدام رد الفعل للتحفيز الجنسي لفترة زمنية معينة. وتتعلق هذه المرحلة بالهرمونات التي تم افرازها خلال هزة الجماع. الهرمونات الرئيسية التي يتم افرازها هي البرولاكتين والاوكسيتوسين.

يعتبر البرولاكتين المسبب الرئيسي لحدوث فترة عدم الاستثارة لدى الرجل. يلعب البرولاكتين دورا في تنظيم الرغبة الجنسية، تقلبات المزاج، القلق والاكتئاب. ولمستوى البرولاكتين المرتفع لدى النساء دور واضح في التسبب بالعقم. واظهرت بعض الدراسات ان الادوية التي تثبط افراز البرولاكتين تتيح للرجل ان يصل الى هزة الجماع عدة مرات وبشكل متتابع. لم يتم اثبات هذا الموضوع بعد، ولا يزال قيد البحث.

يرتفع مستوى هرمون الاوكسيتوسين، المعروف باسم هرمون الحب، اثناء هزة الجماع. هذا الهرمون، اضافة الى هرمون الاستروجين الانثوي، يساهم في توثيق اواصر العلاقة والروابط بين الزوجين. يكون هذا التاثير اقل بروزا لدى الرجال، نظرا لان التستوستيرون لديهم هو الهرمون المهيمن، وبالتالي فاننا ندرك الاختلاف في تاثير العلاقة الجنسية على الذكر والانثى. فالترابط الذي تشعر به الانثى يكون اسرع من ذلك الذي يشعر به الذكر.

يتم افراز العديد من المواد الاخرى خلال هزة الجماع، مثل الاندروفينات، التي تعتبر معادلات عصبية (مواد تؤثر على الجهاز العصبي) وتؤدي الى تخفيف الالام وتحسين الحالة النفسية. يتم افراز هذه المواد خلال تناول الطعام (خصوصا الشوكولاطة)، التدليك، الضحك وغيرها.

هزة الجماع والصحة

هزة الجماع، والجنس بصفة عامة، هي عبارة عن نشاطات تشارك فيها العديد من الاجهزة والاعضاء في الجسم. وقد اظهرت دراسة نشرت في المجلة العلمية المعروفة - British Medical Journal BMJ، بعد 10 سنوات من المراقبة والمتابعة، ان احتمالات موت الرجال الذين وصلوا الى عدد اقل من هزات الجماع يعادل ضعف احتمالات موت الرجال الذين وصلوا الى مرحلة هزة الجماع مرتين او اكثر في الاسبوع. ومؤخرا، اظهرت دراسة اخرى تناولت تاثير الجنس على امراض القلب والاوعية الدموية، ان ممارسة الجنس ثلاث مرات او اكثر في الاسبوع مرتبط بانخفاض تصل نسبته الى 50% في خطر الاصابة بسكتة قلبية او جلطة دماغية.

من بين فوائد هزة الجماع المعروفة، والتي لا اساس علمي واضح لها:

  • تساعد هزة الجماع على النوم - يكون تاثير ذلك لدى الرجال اسرع، ولكن التاثير المهدئ لهزة الجماع لدى النساء يمنحهن نوما اعمق.


  • يؤدي النشاط الجسماني الذي يتم بذله خلال ممارسة الجنس، حتى الوصول الى هزة الجماع، الى حرق السعرات الحرارية (نحو 200 سعرة حرارية، اعتمادا على شدة ومدة هزة الجماع).


  • تعتبر هزة الجماع مسكنا طبيعيا للاوجاع، اذ يتم خلال ممارسة الجنس افراز الاندروفينات، ذات التاثير المسكن للالام.

0 التعليقات :

إرسال تعليق